إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب
763 subscribers
15 photos
33 videos
7 links
إذا أغلقت دونك الباب وأسدلت على نافذتك الستار وغابت عنك أعين البشر ، فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ، تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه ..
Download Telegram
يقول ابن القيم:
“لما كان المقصودُ مِن الصيام حبسَ النفسِ عن الشهواتِ، وفِطامَها عن المألوفات، وتعديلَ قوتها الشهوانية، لتستعِدَّ لطلب ما فيه غايةُ سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتُها الأبدية، ويكسِر الجوعُ والظمأ مِن حِدَّتِها وسَوْرتِها، ويُذكِّرها بحال الأكبادِ الجائعةِ من المساكين، وتضيق مجارى الشيطانِ من العبد بتضييق مجارى الطعام والشراب، وتُحبس قُوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرُّها في معاشها ومعادها، ويُسكِّنُ كُلَّ عضوٍ منها وكُلَّ قوةٍ عن جماحه، وتُلجَمُ بلجامه، فهو لجامُ المتقين، وجُنَّةُ المحاربين، ورياضة الأبرار والمقرَّبين، وهو لربِّ العالمين مِن بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعلُ شيئاً، وإنما يتركُ شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجل معبوده، فهو تركُ محبوبات النفس وتلذُّذاتها إيثاراً لمحبة اللَّه ومرضاته، وهو سِرٌّ بين العبد وربه لا يَطَّلِعُ عليهِ سواه، والعبادُ قد يَطَّلِعُونَ منه على تركِ المفطرات الظاهرة، وأما كونُه تركَ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجل معبوده، فهو أمرٌ لا يَطَّلِعُ عليه بَشرٌ، وذلك حقيقةُ الصوم”
رغم أنف أمري أدرك رمضان، فلم يغفر له ..

وتمر الأيام سريعاأيام هذا الشهر المبارك ما يقرب من ثلث الشهر ذهب، فماذا قدمنا في هذه الأيام والليالي؟ هل اجتهدنا أم فرطنا؟ هل أحسنا أم أسأنا؟ هل رحمنا أم حرمنا؟

فكروا أحبتي في الله بصدق اسألوا أنفسكم! والله إنها الخسارة العظمى أن يخرج رمضان ولم يُغفَر للعبد، والله إنه الخسارة العظمى أن تُرْغَم أنفنا؛ أن تدس في التراب.
 
من يرضى أن يُدَس أنفه في التراب؟! لا أحد يقبل هذا، كلٌّ يأنف من هذا، إذاً  كيف يقع هذا ومن هم الذين تُدسّ أنُوفهم في التراب؟!
 
يقع هذا إذا فرّطنا في رمضان وتدس أنوف أولئك الذين ضيّعوا رمضان، أخبر بذلك الصادق المصدوق -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه صعد المنبر فقال: "آمين"، ثم صعد، وقال "آمين"، ثم صعد وقال "آمين"، ثم صعد وقال "آمين"، فسئل عليه الصلاة والسلام عن تأمينه فقال: "أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ"

إنها أنوف الذين أدركوا رمضان فلم يُغفر لهم تُرغَم، والمعنى تُلصق بالتراب وهو دعاء بالذل والإهانة دعا بذلك أفضل الملائكة جبريل -عليه السلام-، وأمَّن على دعائه أفضل الخلق محمد -عليه الصلاة والسلام-.

ترغم أنوف الذين أضاعوا رمضان أضاعوا ليله ونهاره، في رمضان يضيعون الصلاة، أصبحوا يصلون الفجر لكنهم أضاعوا الظهر، ومنهم من أضاع العصر، بل منهم من لا يعرف الجمعة حتى في رمضان، بل منهم من لم يدخل المسجد من سنوات لا في رمضان ولا في غيره، أضاعوا رمضان بفعل المحرمات؛ يتكلمون بالحرام، وينطقون بالحرام ويسمعون الحرام، وينظرون إلى الحرام، بعضهم إذا صامَ صام عن الحلال والحرام وإذا أفطر أصبح الحرام حلالاً

أضاعوا رمضان، فما تركوا باب خير إلا فرّطوا فيه، ولا باب شر إلا دخلوا كأنهم ليسوا في رمضان، خرجوا من رمضان بأنوف مرغمة مُرِّغت في التراب، ما أعظمها من خسارة! أبواب الجنة مفتحة وبدلاً من أن يخرجوا من رمضان وقد كُتبوا من أهل الجنان إذَا بهم يخرجون بالذل والهوان على حالهم يبكي من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، على حالهم يبكي من سكن الإيمان في قلبه.

وفي المقابل أقوام أشرقت وجوههم واستنارت؛ تاجروا مع الله في رمضان، فأربح الله تجارتهم، ما تركوا باب خير إلا دخلوه، إذا ذُكر الصائمون كانوا منهم، وإذا ذُكر القائمون كانوا منهم، وإذا ذكر القارئون كانوا منهم وإذا ذُكر المتصدقون كانوا منهم، وإذا ذكر المسبحون كانوا منهم، وإذا ذُكر المستغفرون كانوا منهم، نهارهم قراءة وصيام، وليلهم تسبيح واستغفار وقيام، باعوا أوقاتهم وأموالهم لله فربح بيعهم.
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الصف:10]، إنها التجارة مع الله التي تنجّي من عذاب الله.
 
دخلوا رمضان بأجساد مثقلة من الذنوب وخرجوا منه خفافا من الذنوب يذكرون قوله عليه الصلاة والسلام: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر".

الأمر لا يتعلق بحرام وحلال في قضية من القضايا، بل يتعلق برقاب تُعتق من نار وقودها الناس والحجارة قال الله فيها: (إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان:66]، يتعلق بأجساد تُغسل من الذنوب غسلاً، ونفوس تتطهر من السيئات تطهيرا، فاستدرِكوا ما فات من شهركم، فقد مضى الثلث والثلث كثير، فاستدركوا ما فات من شهركم، إياكم أن تضيعوا الفرصة فربما لم تصوموا بعد هذا العام ولم تقوموا بعد هذا العام.
 
فالبدار البدار قبل الفوات وقبل الممات، ما دام عود الحياة رطبا. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
قال بعض السلف :
(ما عصى الله أحد حتى يغيب عقله ، وهذا ظاهر ، فإنه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى ، أو تحت قهره ، وهو مطلع عليه ، وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون إليه ، وواعظ القرآن ينهاه ، وواعظ الموت ينهاه ، وواعظ النار ينهاه ، والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها ، فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله ، والاستخفاف به ذو عقل سليم ؟ )
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

" فحقٌّ على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر: أن لا يغفل عن محاسبة نفسه، والتضييق عليها في حركاتها، وسكناتها، وخطراتها، وخطواتها، فكل نَفَسٍ من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا خَطَرَ لها، يمكن أن يُشترىٰ به كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبدَ الآباد، ‏فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها بها ما يَجلِب هلاكه: خسران عظيم، لا يَسمح بمثله إلا أجهلُ الناس وأحمقهم وأقلهم عقلًا، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا} “.

[إغاثة اللهفان(١٣٧/١)]
فضل العشر من ذي الحجة

قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:

"فإنّنا على أبواب أيام مباركة، هي أيام عشر ذي الحجّة التِّي فضّلها الله سُبحانه وتَعالى، وأودع فِيهَا مِنَ الخَيرَات الشّيء الكَثِير لِعبَادِه، ولاَشَكّ أنّ حياة المُسلِم كُلها خَير إذَا اغتَنمها فِي عِبَادة الله والعَمَل الصَّالح.
وكُلها خَير مِن حِين يَبلُغ سِنّ الرّشد إلى أنْ يَتَوفّاه الله، إذَا وَفّقَه الله لاغتِنام أيّام حَياتِه في الأعمَال الصّالحة التِّي يعمر بها آخرته.
فَمن حَفظ دُنيَاه بِطاعَة الله حَفظ الله لَه آخرته، وَوجَد ما قدمه مدخرا عند الله -عزّ وجل- ومضاعفاً.
ومن ضَيع دنياه ضاعت آخرته، خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخُسرَان المُبين.
فكل حَياة المُسلِم خَير، و لَكن من فضل الله -عز وجل- أن جعل أوقاتاً فضلها كغيرها من الأيام، ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة، فهناك شهر رمضان المبارك، وما فيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور، وفي شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.
وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي أقسم الله -جل وعلا- في محكم التنزيل، وقال -سبحانه وتعالى-: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، هذه الليالي العشر هي: عشر ذي الحجة على المشهور عند أهل العلم، والله أقسَم بِها لشَرفِها وفضلِها.
لأنّه سُبحَانه وتعالى يقسم بما يشاء من خلقه، ولا يقسم إلا بشيء لَهُ شَأن، يلفت العباد إليه، وهو أقسم بهذه لشرفها وفضلها، لأجل أن يتنبه العباد لها..."
عُدْنَـــــا ….وَالْعَـــــودُ أَحْــمَدُ ..

فهذا مبحث عن المعاصي والذنوب جمعتها من موقع الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى -راجياً الله تعالى الأجر والثواب لي ولمن فقدتهم من أهلي وأحبابي ..وأن ينفع الله بها إخواننا المسلمين ..

سائلاً الله العلي القدير أن يمن علينا جميعاً بالهداية والصلاح والإنابة والتوبة النصوح قبل الممات وأن يتوفانا جميعاً وهو راضٍ عنا ..

ولكم الإذن في نشرها لمن شئتم ..بل وكل المنشورات مسموح بنشرها ..وكل ما أرجوه منكم أن لا تنسوني من صالح دعائكم في ظهر الغيب لي ولكل من فقدته من أهلي وأحبابي ..
ما أسباب تجنب المعاصي؟

السؤال:

سائل يقول: ما الأمور التي يستطيع العبدُ بها الخلاص من المعاصي؟

الجواب:

لزوم التقوى، أن يلزم طاعة الله،
ويتذكر الوقوف بين يدي الله،
ويعلم أنه خُلق ليعبد الله ويُطيعه، فيُحاسِب نفسه،
فبهذا يُعينه الله، ويقيه شرَّ المعاصي، بالتَّذكر، ومُراقبة الله،
وكونه يعلم أنه مسؤولٌ وأنه موقوفٌ بين يدي الله، وأنَّ هذه الدار دار العمل، وليست دار اللَّهو والغفلة،
فإذا تذكَّر هذه الأمور وراقب الله؛ أعانه الله على ترك المعاصي، وعلى الاستقامة على طاعة الله.

ابن باز -رحمه الله تعالى -
ما دواء المعاصي وتكرارها؟

السؤال:

أقدم على فعل معصيةٍ ثم أقول: تبتُ إلى الله، وهكذا كلما فعلتُ معصيةً تبتُ،  والآن ولله الحمد ما عدتُ إلى المعصية مرةً أخرى، فيا فضيلة الشيخ هل عليَّ شيء أفعله بعد التوبة من هذه المعصية؟ وهل سيتقبّل الله توبتي؟

الجواب:
دواء المعاصي التوبة، ولو تكررت،
ما دام يصدق في التوبة، يقولها تائبًا، صادقًا، نادمًا، مُقلعًا منها، عازمًا ألا يعود،

ثم يُبتلى بها بعد شهرٍ أو شهرين أو سنةٍ أو سنتين؛ عليه توبةٌ أخرى،
والتوبة الأولى وقعت في محلِّها، وكفاه الله شرَّ الذنب الأول،
فكل توبةٍ تمحو ما قبلها من الذنب إذا كانت صادقةً.

أما إذا قالها باللسان: "تبتُ إلى الله" باللسان وهو كاذبٌ ومُصرٌّ على المعصية متى وجدها فعلها، ما هذه توبة،
التوبة ليست هكذا، الله يقول جلَّ وعلا: وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]، لا بد من عدم الإصرار،

فالتائب لا بد أن تشتمل توبته على أمورٍ ثلاثة: النَّدم على الماضي من المعصية، والإقلاع منها وتركها، والثالث العزيمة ألا يعود فيها، هذه توبة الصادق،

تشتمل على هذه الأمور:

أولًا: أن يُقلع منها ويتركها ويحذرها.

ثانيًا: يندم على ما مضى منها.

ثالثًا: يعزم عزمًا صادقًا ألا يعود فيها.

فإذا تمَّت التوبةُ على هذه الأركان؛ -فبإذن الله -محا الله بها الذنب…

ابن باز -رحمه الله تعالى -
طرق الوقاية من المعاصي

السؤال:

يقول: أنا شاب مؤدي جميع الفروض التي فرضها الله، أصوم وأصلي، ولكنني في بعض الأحيان؛ يورطني الشيطان في عمائل لا أرضى بها، فماذا أفعل؟ هل من حرزٍ، أو أورادٍ تحول بيني وبين المعاصي؟

الجواب:
نعم، نعم. عليك أن تتوب إلى الله، وتسأله الهداية والتوفيق للتوبة النصوح،
وعليك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دائمًا ونزغاته،
وأن تستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، صباحًا ومساء ثلاث مرات،
وتقول: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، صباح ومساء، والله يكفيك شر الشيطان ونزغاته، ويكفيك شر نفسك.

ومن الدعوات الطيبة، والتعوذات الطيبة، تقول: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطانٍ وهامة، ومن كل عينٍ لامة، عند النوم، وتكثر من ذلك أيضًا في أوقاتٍ أخرى،
وتقرأ آية الكرسي عند النوم وبعد كل صلاة، وتقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين، بعد الظهر والعصر، والعشاء مرةً، وبعد المغرب والفجر ثلاث مرات،

كل هذا من أسباب السلامة والعافية من المعاصي والشر، مع سؤال الله التوفيق، والاستقامة على التوبة، والعافية من شر النفس والشيطان، ومتى صدقت في ذلك فالله يجيرك ويعينك ويكفيك شر نفسك.

ابن باز -رحمه الله تعالى -
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب pinned «ما أسباب تجنب المعاصي؟ السؤال: سائل يقول: ما الأمور التي يستطيع العبدُ بها الخلاص من المعاصي؟ الجواب: لزوم التقوى، أن يلزم طاعة الله، ويتذكر الوقوف بين يدي الله، ويعلم أنه خُلق ليعبد الله ويُطيعه، فيُحاسِب نفسه، فبهذا يُعينه الله، ويقيه شرَّ المعاصي،…»
كيفية التكفير عن المعاصي

السؤال:

سائل يقول: إني طالب في معهد، وأبلغ الآن الحادية والعشرين سنة، وقد من الله علي بنعمة الإيمان، وقررت أن أكفر عما كنت عليه بأن أتزهد واستغفر الله؛ ما هو أحسن طريق ترشدوني إليه؟ جزاكم الله خيرا.

الجواب:

نرشدك إلى لزوم التوبة عما سلف من سيئاتك، والندم على ما مضى،
والاستقامة على طاعة الله ورسوله،
والعزم الصادق أن لا تعود إلى الذنوب والمعاصي،
ونوصيك بالإكثار من قراءة كتاب الله وتدبر معانيه،
والإكثار من حفظ الحديث النبوي، مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، وعمدة الحديث للحافظ عبدالغني المقدسي، والأربعين النووية وتتمتها لابن رجب،
فهذه كتب مفيدة ونافعة،
وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب،
والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية،
وكشف الشبهات للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

وننصحك بمراجعة كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم، فهو كتاب عظيم الفائدة، وكذلك فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن ..

ابن باز -رحمه الله تعالى -
ما علاج القلب للتغلب على المعاصي؟

السؤال:
عرَّفت أن المعصية هي من مرض القلب، فأرجو أن تدلني على كتابٍ يُبين علاج المعصية، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

لا ريب أنَّ أصل المعاصي من مرض القلوب: إما بالانحراف والهوى، وإما بالتَّكبر، وإما بالجهل والغفلة، وأعظم دواء وأحسن كتابٍ لعلاج أمراض القلوب كتاب الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، هو أحسن كتابٍ، وأصدق كتابٍ، وأنفع كتابٍ، وأوضح كتابٍ، فليس بعده كتابٌ، بل هو أعظم الكتب وأشرفها وأحسنها دواءً وبيانًا للدواء.

فعليك يا أخي، وعلينا جميعًا رجالًا ونساءً، علينا جميعًا أن نُعالج أمراضنا بتدبر القرآن، والإكثار من تلاوته، والمذاكرة فيه بين الزميل وزميله، والمرأة وزميلتها؛ للتفاهم بمعاني كلام الله، ومراجعة التفاسير الطيبة: كتفسير ابن كثير، وابن جرير، وهكذا المختصرات؛ لأن التفاسير تُعين على فهم كتاب الله، هذا أحسن كتابٍ، وأعظم كتابٍ، وأشرف كتابٍ،
يقول الله سبحانه في كتابه العظيم: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].
فعليك يا أخي بكتاب الله، وعلينا جميعًا بكتاب الله: تلاوةً، وتدبُّرًا، وتعقُّلًا؛ وبذلك تحصل الفائدة العظيمة، ويحصل الدواء، ويحصل الشفاء بتوفيق الله.
ثم سنة الرسول ﷺ وأحاديثه فيها أيضًا من الدواء ما فيها، فهي الوحي الثاني، والأصل الثاني، ومن أحسن الكتب في ذلك الصحيحان: "صحيح البخاري" و"مسلم"، ثم بعدهما بقية الكتب الستة، ولكن بالنسبة إلى عامَّة الناس المختصر من هذه الكتب: كـ"رياض الصالحين" و"بلوغ المرام" و"عمدة الحديث"، هذه كتب مفيدة، "منتقى الأخبار" لابن تيمية، هذه كتب في الحديث مفيدة ومختصرة، ومن أخصرها وأبينها "رياض الصالحين"، فصاحبه قد اختار الأحاديث الجيدة في الغالب، واعتنى بذلك، وهو كتابٌ جيدٌ مفيدٌ، وهكذا "بلوغ المرام" كتابٌ محررٌ مفيدٌ، و"عمدة الحديث" للشيخ عبدالغني المقدسي كتابٌ عظيمٌ، وهكذا "الترغيب والترهيب" إذا قرأه طالبُ العلم واختار منه الأحاديث الأولى منه، وهي الأحاديث الصَّحيحة التي يبدأ بها، وهو كتابٌ عظيمٌ، ثم بعد ذلك بعض كتب أهل العلم المؤلفة في هذا، مثل: "الجواب الكافي" لابن القيم، ذكر فيه الذنوب: شرَّها ودواءها، سماها "الدَّاء والدواء"، وهو كتابٌ جيدٌ لابن القيم رحمه الله، وكتاب "الفوائد" لابن القيم أيضًا كتابٌ مفيدٌ ونافع، فهذان الكتابان من خير الكتب فيما أعلم.

ونسأل الله للجميع التوفيق.

ابن باز -رحمه الله تعالى-
وهذا شرح رائع وممتع لكتاب الداء والدواء لابن القيم للشيخ عبدالرزاق البدر -حفظه الله -

https://www.al-badr.net/sub/376
الدعاة إلى المعاصي من جنود إبليس

السؤال:

هل يعد المغني من جنود إبليس؟ وهل تقبل شهادته؟وهل يحاسب المسلم، لو قال لشخص عاصٍ، أو فاسقٍ: أنت أحد جنود إبليس، أو أنت شيطان؟

الجواب:
كل من دعا إلى الشر هو من جنود إبليس، إبليس له جنود، كل من دعا إلى المعاصي، سواء بالبدع، سواء بالغناء، أو بالكلام غير الغناء، أو بالخطب، أو بغير ذلك، كل من دعا إلى بدعة، أو الشرك، أو المعاصي من المغنيين، والعازفين، وأهل البدع، والدعاة إلى الزنا، والقمار، والمعاصي، كلها كلهم جنود الشيطان. 

جنود الشيطان هم دعاة الفساد، وجنود الرحمن هم دعاة الحق، والهدى، فمن دعا إلى الحق بفعله، أو قوله؛ فهو من حزب الله، ومن جنود الله، ومن دعا إلى المعاصي، والبدع، والشرك بالغناء، أو بالكلام الآخر، أو بالخطب، أو بالكتابات، أو بغير هذا؛ فهو من جنود الشيطان.

ابن باز -رحمه الله -
ما دواء الضعف أمام المعاصي؟

السؤال:

لي نفسٌ تُحبّ الخير، ولكنها ضعيفةٌ لا تثبت أمام المعصية، فكلما رأيتُ معصيةً ضعفت أمامها، فهل هناك دواء أو شفاء لذلك تدلونا عليه؟

الجواب:

نعم، قال الله تعالى: وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا [النساء:28]،

لكن الله أعطاك أسلحةً حتى تقوى،

أعطاك الأسلحة التي بها يقوى قلبُك،
وهي طاعة الله، والإكثار من ذكره،
والتفكر في عظمته وما له من الحقِّ عليك، وأنك صائرٌ إليه،
وأنك مسؤولٌ: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر:92- 93]،

وأنك مستحقٌّ للعقاب على سيئاتك، وللثواب على طاعتك، ففكِّر ولا تتبع الهوى فيُضلك عن سبيل الله.

ومعلوم أنَّ النفس أمارةٌ بالسوء إلا ما رحم الله، فلا تُجبها إلى هواها، قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40- 41]،
فمتى دعتك إلى المعصية فذكّرها بأنَّ الخطر عظيم، وأنها منهية عن معصية الله، وأنها متوعدة بغضب الله وعقابه، إلا أن يعفو الله، وأنت لا تدري هل تموت على ذلك؟ هل يُعفى عنك أو تُعذب؟

فجاهدها وذكّرها، واحذر مغبة التَّساهل، فإذا وُفِّقْتَ لهذا؛ أعانك الله عليها، وسلمتَ من شرِّ هذه النفس.

ابن باز -رحمه الله تعالى -
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب pinned «عُدْنَـــــا ….وَالْعَـــــودُ أَحْــمَدُ .. فهذا مبحث عن المعاصي والذنوب جمعتها من موقع الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى -راجياً الله تعالى الأجر والثواب لي ولمن فقدتهم من أهلي وأحبابي ..وأن ينفع الله بها إخواننا المسلمين .. سائلاً الله العلي القدير أن يمن…»
التوبة النصوح يمحو الله بها جميع الذنوب

السؤال:

سماحة الشيخ، ما رأي سماحتكم -حفظكم الله ورعاكم- فيمن فعل ذنوبًا كثيرة، وارتكب الكبائر منذ صغره، ثم تاب إلى الله توبة نصوحًا، هل له من توبة؟
وهل إذا تاب، وأحسن العمل هل تمحى جميع ذنوبه السابقة؟ أم أنه لابد أن يحاسب عليها، مأجورين ؟

الجواب:

متى تاب العبد توبة صادقة نصوحًا من جميع سيئاته؛ غفرها الله له، حتى ولو كانت الشرك، إذا تاب توبة صحيحة، صادقة، نصوحًا، بالندم، والإقلاع، والعزم ألا يعود، وأتبعها بالعمل الصالح؛ فله أجر عظيم، والله يمحو سيئاته، ويبدلها حسنات، -جل وعلا- 
قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] 

وقال -جل وعلا-: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۝ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:68-70].

مع التوبة يبدل الله سيئاتهم حسنات، إذا تابوا توبة صادقة من الشرك، من الزنى، من شرب المسكر، من العقوق، من القتل من غير هذا، إذا تاب توبة صادقة، ندم ندمًا صادقًا، وعزم ألا يعود في المعاصي، واستقام على طاعة الله، ورسوله؛ كفر الله سيئاته، وأبدلها حسنات ..
هل الذنوب تسبب محق البركة

لا شك أن اقتراف الذنوب من أسباب غضب الله ،ومن أسباب محق البركة وحبس الغيث وتسليط الأعداء،
كما قال الله سبحانه: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [الأعراف:130]
وقال سبحانه: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُم يَظْلِمُونَ  )[العنكبوت:40]
والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وصح عن النبي ﷺ أنه قال: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. )

فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والتوبة مما سلف منهما،
مع حسن الظن بالله،
ورجائه سبحانه المغفرة،
والخوف من غضبه وعقابه، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن عباده الصالحين: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )[الأنبياء:90]
وقال سبحانه: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )[الإسراء:57]
وقال عزوجل : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )[التوبة:71].

ويشرع للمؤمن والمؤمنة مع ذلك الأخذ بالأسباب التي أباح الله ،
وبذلك يجمع بين الخوف والرجاء،
والعمل بالأسباب متوكلا على الله سبحانه، معتمدا عليه في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب، والله سبحانه هو الجواد الكريم، القائل :(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )[الطلاق: 2-3]
والقائل سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق:4]
وهو القائل سبحانه: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[النور:31].