قناة: محمد إلهامي
65K subscribers
1.81K photos
82 videos
64 files
2.85K links
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية
Download Telegram
الطوائف الضالة من ملاحدة تكوين والحدادية الجدد والنواصب الجدد لهم فائدة مهمة، كما يكون في بعض السموم دواء، وفي بعض الضر النفع!

ومن هذه الفوائد أنه ينجذب إليهم ضعاف العلم والعقل والمروءة، وهذا أمرٌ نافع في الجملة، وإن كان مثيرا للحزن والغضب، فهو يساعدنا على إدراك مرارة الواقع، ومدى تفشي الجهل والضعف فيه بحيث ينطلي عليه الجهل بسهولة!..

ثم هو يعرفنا بأولئك الناس الذين يقعون في الفخ من أول مرة، فإما أن يساعد هذا في إنقاذهم، أو على الأقل في الحذر منهم!

وهذه الفئات الضالة تستهدف من الأصول ما يسقط معها الدين كله، وتسقط معها الأمة بالجملة.. ولذلك فعملهم يذهب بهم إلى مصيريْن قطعا:

1. أن يَكْفُرُوا.. فما منهم أحد إذا تشرب شبهة فصدق مع نفسه، ثم التزمها، ورتَّب عليها نتائجها، إلا وصل إلى الكفر أو ما قبله بقليل.

2. أن يُكَفِّروا.. فما منهم أحد إذا مشى مع أفكاره، ثم رأى الأمة كلها، أجيالها وقرونها وعلماءها على خلافه، إلا وسيصل إلى تكفيرهم! ويرى نفسه وطائفته وحدهم هم الفرقة الناجية.

وهم في هذا يلتقون مع الطوائف الضالة من قبلهم، فقد تشابهت قلوبهم..

فإن الرافضي حين اعتنق رأيا يقول بأن عليا كان أولى بالخلافة ممن سواه، جرَّه ذلك إلى سب أبي بكر وعمر وسائر الصحابة وأمهات المؤمنين لأنهم غصبوا عليا حقَّه.. ثم جرَّه ذلك إلى الطعن في البخاري ومسلم وسائر كتب السنة، لأن فيها ما يُثَبِّت حق هؤلاء، وأخذ الرافضي يرمي أصحاب الحديث في سائر طبقاتهم: من الصحابي والتابعي حتى مصنف الكتاب بمختلف التهم، كحب الدنيا وحب المال ونفاق الملوك.. إلخ!

وإن المستشرق ومن ورائه العلماني حين أرادوا التفلت من الإسلام ونبذه، استفادوا من عمل الشيعة وكتبهم التي تطعن في الصحابة ورواة الحديث وتلاميذهم حتى مصنفي كتب السنة.. ثم زادوا عليهم خطوة أخرى سهلة، بالطعن في النبي نفسه.. فإن نبيًّا خانه بعد وفاته كل أصحابه، وخانه كل زوجاته، لا بد أنه نبي سوء لم يحسن تربية أحد ولا تعليمه!!

ومثل ذلك تفعل هذه الطوائف الضالة.. إنها تمهد للملحدين والغربيين طرقا لم يعرفوها.. وهي تسهل عليهم القفزة الكبرى..

كيف ذلك؟

تأمل معي في هذه الحالة.. واستوعب معي هذه الأمثلة:

1. إن الطعن في علي بن أبي طالب -كما يفعل النواصب الجدد- وجَعْلِه هو المخطئ وهو الباغي وأنه لم يكن أهلا للخلافة، وأن معاوية كان خيرا منه وأجدر بالحكم.. إن هذا كله ليس مجرد طعن في علي وحده!

إنه الطعن الذي يجر إلى الطعن في عمر بن الخطاب، فقد عهد بالشورى لستة من الصحابة كان فيهم علي، ولم يكن فيهم معاوية.. وهو طعن بعد ذلك في سائر الصحابة الذين قبلوا الاختيار بين عثمان وعلي ولم ينادِ واحدٌ منهم أن معاوية أجدر من علي.

ثم هو يطعن في سائر من بايعوا عليا من الصحابة.. بمن في ذلك معاوية نفسه الذي ظل شطرا من خلافة علي لا يطعن في خلافته وإنما هو امتنع عن البيعة وشرطها بالقصاص من قتلة عثمان.. لم يقل معاوية: أنا أحق أو أنا أجدر، ولم ير نفسه في ذلك الموضع إلا بعد صفين لظروف تتعلق بتطورات الفتنة لا بجدارة علي وأهليته.

ثم هو بعد ذلك كله: طعن في سائر أهل السنة الذين جعلوا عليا الخليفة الرابع الراشد، وقالوا بأن معاوية وفرقته هم الفئة الباغية (وإن كان بغيهم باجتهاد وتأويل).

ويجرهم ذلك إلى رد أحاديث متواترة في البخاري ومسلم، بطرق متعددة كثيرة، ومجرد ردّ هذه الأحاديث يجردهم تماما من أي منهج علمي مضطرد.

ومع سائر ما ذكرتُ، إلا أن هذا ليس هو أخطر شيء في الموضوع.. بل الأخطر أن المرء إذا اعتنق قول النواصب هؤلاء فهو لا بد سيفقد الثقة بمصادر الدين: من تفسير القرآن وكتب السنة وجمهرة العلماء والفقهاء عبر القرون.

وهذا هو ما يفتح له باب الإلحاد والكفر.. أو يفتح له باب تكفير هؤلاء جميعا أو تضليلهم في أدنى الأحوال.

فإن هذه الجموع الكثيرة إذا كانت قد غفلت عن الحق فهم مغفلون، وإذا كانوا طمسوه عن عمد فهم مجرمون.. فماذا بقي من الثقة فيهم لكي نأخذ منهم الدين.. ألا يكون الإسلام كله أكذوبة كبرى إذا كان جمهرة علمائه وفقهائه ومحدثيه وعظماءه مجموعة من المغفلين والجهلة، أو من الخبثاء المجرمين الذين يكتمون الحق وهم يعلمون؟!

2. وخذ مثل هذا المثل أيضا في حالة عمر بن عبد العزيز الذي يطعن فيه النواصب الجدد أيضا..

الطعن في عمر بن عبد العزيز ليس مجرد طعن في شخصه.. بل هو طعن في اتفاق الأئمة والعلماء عليه، ليس اتفاقهم على صلاحه في نفسه، بل على صلاحه في الحكم، وأنه أشبه الخلفاء بالخلفاء الراشدين، وأنه جدد سنتهم في الحكم..

فإذا جاء ذلك الناصبي الغر الجاهل، فأخرج لنا صورة أخرى عن عمر بن عبد العزيز تقول بأنه كان زاهدا في نفسه لكن لا يصلح للحكم، ولا يفقه شيئا في السياسة، ولا يعرف كيف تكون الإدارة.. فإن هذه الصورة الجديدة تهدر الثقة في سائر الذين مدحوا عمر بن عبد العزيز وأفاضوا في مدحه..

ولا سبيل إلا أن يكونوا مجموعة من الجهلة والمغفلين أو مجموعة من الخبثاء والمتآمرين..
وإذا كانوا كذلك، أفلا يكون الإسلام نفسه أكذوبة كبرى، ألا يكون كل الفقه والحلال والحرام كذلك.. لماذا يكون هؤلاء العلماء صادقين موثوقين مؤتمنين وهم يتكلمون في الحلال والحرام وحده.. فلعلهم مثلما كانوا مغفلين في فهم شخصيات عصرهم، ومثلما كانوا مجرمين في كتم الحق وطمسه.. لعلهم كانوا كذلك أيضا فيما نقلوه لنا من الفقه والأخلاق والآداب!

(ترتكب الطوائف الضالة هنا معضلة لا ينتبهون لها، وهو أنهم يأخذون ما يستدلون به من ذات كتب أهل العلم هؤلاء.. فإنهم لم يكتشفوا مخطوطات جديدة مجهولة، ولا هم ركبوا آلة الزمن فحدثوا عن الماضي حديث مشاهدة عيان.. وهنا تجد هؤلاء الضالين لا يتوقفون ليسألوا أنفسهم: كيف روى هؤلاء القوم ما يدين مواقفهم ويناقضها؟ ولماذا جاز لهؤلاء الضالين أخذ بعض الكلام وترك بعضه؟)

3. قل مثل هذا أيضا عن أبي حنيفة.. الطعن في أبي حنيفة ليس مجرد طعن في شخصه.. بل هو في اتفاق الأمة على إمامته في الفقه.. ولا يقتصر هذا على الأحناف الذين اتبعوا مذهبه فحسب.. بل يمتد لسائر الأمة التي كانت ترى أن اتخاذ مذهب أبي حنيفة هو أمر سائغ وجائز.

4. وقل مثل هذا أيضا عن البخاري ومسلم.. وعن النووي والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد والذهبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم..

الطعن في هؤلاء وتنقيصهم ليس مجرد طعن في أشخاصهم، بل هو مسح لجمهرة الأمة التي اتخذتهم أئمة، وتلقت العلم عنهم، وأرشدت إليهم، ودرست كتبهم..

وإذا كان هؤلاء جميعا مجموعة من الجهلة أو من الخبثاء، فالنتيجة اللازمة لهذا كله أن نكفر.. لأن ديننا منقول عبر هؤلاء، فمنهم فهمنا القرآن والسنة وعرفنا عمل الصحابة وأخذنا الحلال والحرام.

إليك أمثلة مباشرة تصطدم بواقعنا المعاصر مباشرة:

1. إذا فقدتَ الثقة في جمهرة الأمة وجمهرة علمائها طوال هذه القرون، فما أسهل أن يأتي إليك أحدهم فيقول: المسجد الأقصى ليس هو الذي في فلسطين، بل هو مسجد قريب من مكة (كما فعلها مستشرق يهودي، ورددها وراءه يوسف زيدان)..

تأمل: ما هي النتيجة الواقعية التي ستحصل لو تشككت الأمة أن المسجد الذي في فلسطين هو المسجد الأقصى؟.. إنها نتيجة أحلى من العسل على قلب الصهاينة والصليبيين.

2. إذا فقدتَ الثقة في كل هؤلاء، فما أسهل أن يقال لك: الحجاب ليس فريضة.. وسائر الذين قالوا بأنه فريضة اعتمدوا على أحاديث دسها فلان أو رواها علان أو أخرجها ترتان.. وفلان هذا كان منافقا، وفلان كان يحب بني أمية، وفلان كان يحب بني العباس، وفلان كان يحب المال والشهرة!

ولقد فعلها بعض الناس فعلا حين تحرجوا من أحكام إسلامية مثل حكم الردة أو الجزية أو غيرها.. فطفق يرد أحاديث البخاري بأن فيها فلان المدلس وفلان الذي كان يحب كذا وفلان الذي يروي عن فلان ما لا أصل له... وهكذا.

أراد هؤلاء أن يخرجوا من الحرج الذي سببته لهم الثقافة الغربية الغالبة، فأرادوا التخلص من الأدلة المحرجة، فنقبوا فيها وخبطوا خبط عشواء.. وما دروا أنهم إذا خلصت لهم المسألة، فقد هدموا الأصل كله!

فإن كان البخاري مغفلا روى عن فلان ما لا يصح، وإن كان جمهور الفقهاء مغفلين اتفقوا على حكم باطل.. فما هو هذا الدين الذي لم يعد إلا خديعة كبرى وأكذوبة طويلة؟!!

ملاحظة: هذا المنشور ليس ردا على الحدادية والنواصب وملاحدة تكوين.. إنما هو تنبيه -لمن لا زال لديه عقل- إلى أن هذه الفئات الضالة تفتح الباب إلى مصيريْن لا ثالث لهما، وكل امرئ على حسب ما سيصل:

إما أن تكفر بالدين الذين لم يكتشف أهله وعلماؤه طوال القرون ما هو الحق وما هو الباطل.. فهو خديعة وأكذوبة.

وإما أن تؤمن بما وصلت إليه من الرأي، ثم ترى أن كل هؤلاء قد ضلوا عنه أو كفروا به.. فهي أمة ضالة عن الحق.

ولا سبيل ثالث..

لا شك أنه من المؤسف أن مثل هذا النقاش يخاض في ساحات التواصل الاجتماعي، حيث يكثر فيه التعليقات والجمهور من يقتحم في الأمور وهو لم يفهمها ولم يعقلها.. وهو ما يزيد الأمر عسرا.. لكنها فتنة من فتن هذا العصر، ومحنة من محن هذا الزمن..

والله المستعان..
ما يستطيع كلب من حكام العرب أن يدّعي الضعف والعجز عن نصرة غزة، لاسيما من حولها، فهم مُمَكَّنون من الحكم، بلا منافسة ولا انتخابات ولا معارضة، ويتصرفون في موارد البلاد بلا رقيب ولا حسيب، وأقلهم جاوز فيه عشر سنوات، وبعضهم يلتصق به منذ ربع قرن!!

إنهم خونة، من أشر وأخس وأحط الخونة.. صهاينة القلب والهوى والنفس والمذهب والمشرب.. ولو كشف الزمان أنهم من نسل يهود لما تفاجأ أحدٌ، بل لاستقام المنسم!

بل حتى لو صحَّ أنهم ضعفوا وعجزوا لكان ذلك نفسه دليل على خيانتهم، فما من حاكم مخلص لبلاده وأمته يبقى في الحكم هذه الأزمان، مع كل هذا التمكين فلا يخرج من العجز والضعف إلى القدرة والتأثير.

أقسم بالله العلي العظيم إن سقوطهم خير لغزة ولفلسطين من سقوط نتنياهو نفسه!

ومن أراد شرف الدنيا وشرف الآخرة، فليعمل في هذا السبيل!!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
في مشهد مؤثر محزن في ‎#غزة ..
قطة تودع صديقها الطفل الذي توفي إثر االقصف الإسرائيلي..
حتى الحيوانات تحركت ضمائرها، وبعض صهاينة العرب لا زالوا كأنّما يحملون قلوبًا من صخر أوحديد، وهي أبعد القلوب عن الله.
Forwarded from لمى خاطر
إن كان هناك من يستحقّ أن يُغبط على موقف في مثل هذه الأيام الثقيلة، فإنهم _ إلى جانب المجاهدين_ أولئك الذين ينجحون في اختبار الثبات حين تميد بهم الأرض ويفقدون الأهل والولد والمأوى، ثم يخرجون رافعي الهامات، مشحونين بطاقة عجيبة من الصبر والتحدي والإصرار..
هؤلاء هم تيجان رؤوسنا ووعّاظنا ومعلّمونا الحقيقيون..

وحسبهم أن الله تعالى قال فيهم:
(.. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
يظن بعض المغفلين المعتوهين أن حديثنا عن سقوط الأنظمة الحاكمة كشرط لتحرر فلسطين هو نوع من نزعة التطرف، أو من الثأر لجريمتهم في الربيع العربي، فهو نوع من الخصومة السياسية وليس حديثا مسلحا بحقائق التاريخ البعيدة والقريبة!

هذا التصريح مثلا كما تراه، يصدر عن ذات المسؤولين الذين قتلوا بالفعل في حوادث متعددة فلسطينني غزيين دخلوا إلى مصر إما بالخطأ (كما في حالة الشاب المعاق ذهنيا) أو ألقت بهم موجة بحر (كما في حال الصيادين الغزيين).. وقبل أسبوعين فقط شاهدنا جميع عسكر #السيسي_عدو_الله ينهالون بالضرب بلا رحمة على شاب غزي استطاع التسلل هربا من الجحيم!!

لسان حال المسؤول: نحن والصهاينة إخوة، لا تؤثر على علاقاتنا هذه الحوادث البسيطة!!

على كل حال، ما يهمني الآن قوله، أن أشير إلى حقيقة تاريخية تتوه ربما في دهاليز القضية المتكدسة بالخيانات، وهذه الحقيقة تقول: إن حركة المقاومة الفلسطينية لم تندلع أبدا إلا في ظل الأنظمة الضعيفة.. فأما الأنظمة العربية القوية، فقد استطاعت كبت المقاومة وإخمادها والتنكيل بأهلها.

ولا تسرح بخيالك بعيدا فتحسب أن هذه الأنظمة القوية استعملت قوتها يوما في حرب إسرائيل.. أبدا أبدا.. على العكس، ما كانت قوتها إلا لقهر شعبها، وأما عند إسرائيل فهي أهون من جناح بعوضة!

راجع معي التاريخ:

1. منذ أن تمكن عبد الناصر من الحكم في مصر، وكانت مصر تسيطر على غزة حتى 1967، لم تستطع حركة المقاومة الفلسطينية أن تتنفس، فما من مقاوم ولا مجموعة مقاومة إلا وعانى السجن والنفي والتعذيب وربما القتل..

وظلت الجبهة المصرية هادئة لا تعمل فيها مقاومة ولا تنشط فيها حركة.. بل كان الإعلام المصري -وعلى رأسه هيكل- يشوهون هؤلاء المقاوِمين بدعوى أنهم يجرون مصر إلى حرب لا طاقة لها بها الآن، وتلمح أو تصرح أحيانا بأن هذه المقاومة قد تكون مؤامرة صهيونية! (تأمل: كيف يكرر التاريخ نفسه).

2. وقل مثل هذا أيضا عن الجبهة السورية، فما إن تمكن حزب البعث من السلطة هناك حتى صارت جبهة الجولان باردة جامدة متجمدة، كأنه ليس فيها احتلال أصلا.. فليس فيها لا حركة مقاومة سورية ولا فلسطينية.. والجيش السوري ساكن ساكت خافت خامد هامد، لا تحس منهم من أحد أو تسمع له ركزا!

حتى فوجئنا جميعا لما اشتعلت الثورة السورية، كما فوجئ آباؤنا وأجدادنا في السبعينات والثمانينات، بأن الجيش يملك طائرات وبراميل متفجرة وأسلحة كيماوية وأنه قادر على قصف المدن وتحويلها ركاما!!.. قوة حصرية ضد الناس أبناء البلد!

لم تنشط المقاومة الفلسطينية إلا في ظل الأنظمة الضعيفة، مثلما هو الحال في الأردن قبل عام 1970، حيث كان نظام الأردن آنذاك يعاني من ظروف تجعله مضطرا لموازنات كثيرة، فكانت علاقته وعمالته للصهاينة غير معلنة ولا مكشوفة.. ثم ما لبث أن كشر النظام عن أنيابه وقضى على هذه المقاومة في أحداث أيلول الأسود.. لتتجمد جبهة الأردن! وما تزال متجمدة حتى الآن!

وأكثر من ذلك، لقد تنازلت الأردن نفسها عن الضفة الغربية كلها (بالمخالفة لدستور الأردن نفسه الذي كان يعتبر الضفة الغربية أرضا أردنية) لكي تهنأ بها إسرائيل، وزعموا أن هذا إنما هو "فك ارتباط"، وأنه مساعدة على استقلال "الدولة" الفلسطينية!

فأين ذهبت المقاومة الفلسطينية.. ذهبت إلى لبنان.. حيث نظام ضعيف آخر لا يستطيع السيطرة على الأرض والحدود كما هو حال النظام المصري والسوري.. وبقيت ساحة لبنان ساخنة حتى اجتاح الإسرائيليون لبنان وتعاونوا مع حلفائهم من المارونيين وغيرهم لإنهاء الوجود الفلسطيني هناك.

الشاهد هنا، دون الخوض في تفاصيل أكثر، أن المقاومة لم تستطع أن تعيش ولا أن تعمل إلا في ظل الأنظمة الضعيفة.. وهذه الأنظمة الضعيفة جاءها المدد الغربي والإسرائيلي لتكون أقوى وتتمكن من السيطرة على الأوضاع لتقوم بدورها في حماية إسرائيل!

وأما الأنظمة القوية، فلا هي قاومت، ولا تركت غيرها يُقاوم، بل تعقبتهم.

ثم خُتِمت القصة المريرة بنموذج السلطة الفلسطينية.. لقد كشفت الانتفاضة الأولى (1987م) أن هذا الشعب السائل صار خطرا، فجيئ له بقيادة تلجمه وتكبله وتقيده.. فجاء عرفات وسلطته، فضرب لنا المثل الأسطع والأوضح..

وها أنت ترى نموذجا منقسما يشعل في وجهك حقيقة "وبضدها تتميز الأشياء".. فحيث قويت السلطة الفلسطينية فأنت ترى نموذج الضفة الذي يعاني أهله معاناة عظيمة لتنفيذ عملية طعن أو شراء مسدس أو حتى الاختباء من عين العدوين: إسرائيل والسلطة.

وأما حيث ضعفت السلطة واستطاع أهل المقاومة التخلص منها، كما هو حال غزة، فها أنت ترى قلعة مقاومة عنيدة لم تسقط بعد ثمانية أشهر من صب النار عليها صبا، بل لا تزال تأسر وتقصف في معجزة عسكرية مذهلة ستظل أعجوبة مدى الدهر!

اسرح بخيالك وتأمل، ماذا كان يمكن أن يحدث لو كانت الأنظمة في مصر وسوريا والأردن ضعيفة، بحيث تستطيع الشعوب أن تجعل مناطق الحدود بؤر عمل ونشاط وإمداد وإعداد وتجهيز وتهريب؟؟

ترى، هل كانت إسرائيل لتقوى على البقاء والصمود؟!!
إن الحديث عن الحكومات والأنظمة ليس من قبيل المعارضة السياسية ولا الخصومة الحزبية.. هذه أنظمة عدائية أصيلة، لا تؤمن بالوطنية ولا لديها وطنية.. إنما هي شعارات يستعملونها لإحكام عملهم العدائي لا أكثر.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لقد كبر أطفالنا قبل أوانهم، ولقد حملوا على كواهلهم ما يعجز عن حمله رجالٌ، ولقد شابت قلوبهم الخضراء ولا زال أمثالهم يلعبون في العرائس والدمى، فماذا ينتظر العالم ممّن بقي منهم!!
منذ أمس، ينتفض المصريون غضبا وحزنا، وربما: رعبا أيضا، على وصف المتحدث العسكري المصري لما حدث على الحدود بأنه استشهاد "أحد العناصر المكلفة بالتأمين"..

هذا الوصف التحقيري الغبي الذي نطق به المتحدث العسكري دون أن يفكر فيه أصلا، كشف كيف ينظر الحكم العسكري لأبناء البلد..

وما في هذه البلد واحد يجهل هذه الحقيقة، فالعسكري في مصر يُعامل بأحط أشكال التحقير والإهانة والإذلال، وفي المقابل: لا يتعلمون أي مهارات قتالية حقيقية تفيدهم في الحروب الحقيقية.

ولقد كتب خبير عسكري يوما أن قادة الجيش جاءوا بالعساكر ذات يوم فأوقفوهم صفيّن ليصدوا الرياح الرملية الحارقة أن تصيب الوفد الأمريكي الزائر. (ابحث عن مقال بعنوان: لماذا يخسر العرب الحروب - كتبه: نورفيل دي أتكين)

أريد أن ألفت نظر الكثير من الغاضبين والمحزونين إلى شيء يغيب عن بالهم، بل إلى شيء كانوا بعضهم يعارضه ويهاجمه أشد الهجوم فيما مضى.

حين تكون أنظمة الحكم على هذا النحو من الفساد والخيانة والظلم، وحين يكون استعمالها لأبناء البلد في قهر الشعب والتنكيل به، ثم تسليمهم قرابين باردة لعدوهم الصهيوني المجرم، وحين يكون العسكري في هذا النظام ليس إلا آلة قتل للمظلوم، ومادة قتل للظالم..

إذا كان ذلك كذلك، فإن الدعوة إلى التهرب من التجنيد والامتناع عنه، هي عمل نبيل فاضل، هو من صميم حقوق الإنسان، ومن صميم مصلحة الوطن، ومن صميم الدفاع عن الشعب.

وحينئذ، تكون فتاوى تحريم الالتحاق بهذه الجيوش (جيش السيسي وبشار وعباس.. إلخ) هي من القربات العظيمة إلى الله، وهي حينئذ من وسائل حقن دماء المسلمين وكف يد الظالمين ومن معالي مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومثل هذه الفتاوى سيؤيدها حتى العلماني والحقوقي والثوري ولو لم يكن إسلاميا ولا مسلما.. فقط لو صدق مع نفسه ومبدئه!

هل هو إنسان عاقل ذلك الذي يعترف بكل المظالم والفساد والخيانات، ثم يأتي فيعترض ويهاجم مثل هذه الدعوات والمبادرات، ويرى بذلك أنه يحافظ على الوطن والمؤسسات؟!!

يذكرني هذا بالنكتة التي تقول: وعد مدرسٌ تلاميذه -وكانوا من الحولان (جمع: أحول)- بأن الواحد منهم إذا استطاع أن يصفق، فسيعطيه حلوى مكافأة له. فلما استطاع أحدهم أن يصفق، أعطاه الحلوى، فوضعها التلميذ الأحول في فم صاحبه!!

هكذا يفعل فيروس "الوطنية" في كثير من الناس.. يعرفون المظالم والمفاسد والخيانات، ولكنهم يعيقون كل مبادرة حقيقية يمكنها أن تفكك جهاز الظلم والفساد والخيانة هذا.. صنم جديد يعبد من دون الله، اسمه "مؤسسات الدولة"..

ويا ليته كان صنما كالأوثان القديمة: لا ينفع ولا يضر.. إنما هو صنم يضر ولا ينفع!! ومع ذلك لا ينفك الكثيرون عن عبادته وتقديسه والولع بالحفاظ عليه، يقولون: وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك، وما نحن لك بمؤمنين!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- في الهجرة إلى الحبشة السر الذي يحل ثلاثة أرباع الشبهات المعاصرة.. ما هو؟
- كيف ينهى النبي عن الإقامة في ديار المشركين، ثم هو من أذن لصحابته بالهجرة إلى الحبشة؟
- الفتنة في حياة المهاجرين في المهجر.. كيف ظهرت في المهاجرين إلى الحبشة؟
- لماذا نال المهاجرون إلى الحبشة لقب "أصحاب الهجرتين"؟

https://youtu.be/ESpMmnr0-W4
تتجدد اليوم ذكرى الفتح العظيم الكبير، فتح القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وقلعة الأرثوذكسية، والحلم الذي ظل ثمانية قرون يراود المسلمين.. وهو الفتح الذي كتبه الله للسلطان العظيم محمد الفاتح العثماني.. وهذه واحدة من أمجد لحظات تاريخنا الكبير، ولا يزال المسلمون حتى اليوم بعد نحو ستة قرون يتنعمون بظل هذا الفتح ويجدون في هذه البلاد ملجأ لهم، وهو الفتح الذي أزال أعتى قوة صليبية وقفت في وجه الإسلام، وانساح الإسلام بعده في شرق أوروبا حتى بلغ فيينا وفتح بلاد البلقان، وهو الفتح الذي أتاح للدولة العثمانية أن تصير القوة الإسلامية العظمى العالمية حيث حملت عبء الدفاع عن المسلمين لثلاثة قرون على الأقل.

في هذه الذكرى، هذه بعض مواد مرئية ومكتوبة، تشرح وتحاول أن تيسر قصة هذا الفتح، من بداياته الأولى التي كانت في اليرموك، ثم في ملاذ كرد، حتى وصلت إلى القسطنطينية.. أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما نقول وما نقرأ وما نسمع وما نكتب.

مرئيات

- معركة اليرموك:

فيديو قصير| https://www.youtube.com/watch?v=wf5I8Tf0xNo&t=1s

فيديو طويل | https://www.youtube.com/watch?v=4MuIKsWFiIM

- معركة ملاذ كرد (اليرموك الثانية)

فيديو قصير | https://www.youtube.com/watch?v=nuqdHwfI65U

فيديو طويل | https://www.youtube.com/watch?v=6S12nQB3XUk

- فتح القسطنطينية

فيديو قصير | https://www.youtube.com/watch?v=tTZupmYJFUs

فيديو طويل | https://www.youtube.com/watch?v=RwK3yipPYS8

- لهذا أمسك خطيب آيا صوفيا سيف الفاتح في ذكرى لوزان | https://youtu.be/ChnSECq7sNk

***

مقالات

- لماذا يحتفل الأتراك بمعركة ملاذ كرد | https://melhamy.blogspot.com/2018/08/blog-post_27.html

- بعض ما لا يُحْكَى عن فتح القسطنطينية | http://melhamy.blogspot.com/2015/06/blog-post.html

- وقائع منسية في تاريخ القسطنطينية | http://melhamy.blogspot.com/2015/06/blog-post_37.html

- من ملفات الصراع بين المسلمين والقسطنطينية | http://melhamy.blogspot.com/2015/06/blog-post_16.html

- لماذا حول المسلمون آيا صوفيا إلى جامع | https://melhamy.blogspot.com/2020/07/blog-post_11.html
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏ما هذا يا أهل غزة؟!

في كل يوم نرى منكم ما نشعر معه بضآلتنا وانحطاطنا.. لقد عافاكم الله من "الوهن"، من حب الدنيا وكراهية الموت..

فعسى الله أن ينقذنا بكم ويرفعنا إلى مثالكم.. إنكم بجهادكم وبصبركم تحيون هذه الأمة!!
استشهاد الطفل فايز أبو عطايا صباح اليوم في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية وعدم توفر علاجه في ظل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح
كل هذا القتل، وكل هذه الدماء، دليلٌ على أن الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة.. فلو لم تكن كذلك ما تأخر عقابه ولا تأجل حسابه ولا أنظر الناس ليوم القيامة!

وحدهم الموتى هم الذين عرفوا الآن هذه الحقيقة؛ فمنهم من نسي كل عذاب الدنيا بغمسة واحدة في الجنة، ومنهم من نسي كل نعيم الدنيا بغمسة واحدة في النار!

إنما هي الفتنة والاختبار لمن لا زال في هذه الدنيا، هؤلاء هم الذين ما زال امتحانهم مستمرا، وما زال بلاؤهم ممدودا!

هذا الذي يجري لا يتحمله إلا نوعان من البشر: من آمن بالله واليوم الآخر، فهو يزداد بهذه الحوادث والفتن إيمانا، ويعرف أنها أيام عابرات توشك أن تنقضي.. فهو يرجو ثواب الله والآخرة، وينتظر أن يلقى أحبابه في دار النعيم، ويصبر نفسه وينظر في العمل الذي ينبغي أن يعمله لكي يكون مع الفائزين.

والنوع الآخر: من كفر بالله وقسا قلبه وتجرد عن طبع البشر بل وعن طبع الحيوان.. فهو إن لم يقتل بنفسه لم يتأثر بالقتل، وإن لم يُعَذِّب بيده لم يشفق على المعذبين، وإن لم يقصف بنفسه لم ينهض لغوث المقصوفين.. هذا الحجر الصلد الأصم، لا دواء له إلا النار {النار التي وقودها الناس والحجارة}

وللناس في يوم القيامة مشاهد طويلة؛ يرون فيها هؤلاء الجبارين الطغاة القساة غلاظ القلوب والأكباد وهم يحترقون في النار ويعذبون فيها، قد ذهبت عنهم الألقاب والمناصب والحراس والخدم!

يوم يتنازعون في النار هم وأتباعهم في الجيش والشرطة والمخابرات، ويوم يتسابون في النار هم وأتباعهم المنافقون في الإعلام والصحافة والثقافة..

يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا..

يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم.. ولهم اللعنة.. ولهم سوء الدار..

يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم..

يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار.. وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد.. سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار..

يوم يقول الذين في النار لخزنة جهنم: ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب..

يوم ينادي أصحابُ النار أصحابَ الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، قالوا: إن الله حرمهما على الكافرين..

هذا وحده هو الذي يُبَرِّد القلوب، ويُسَكِّن الجوانح، ويمسح على الضمائر..

يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب..

يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، ذلك هو الفوز العظيم

يوم يقول المؤمنون في نعيمهم للكافرين في جحيمهم: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا.. فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟!

يوم يقول أهل الجنة: الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين..

يوم يتذكر المؤمنون ما كانوا عليه في الدنيا فيقولون: إنا كنا قبلُ في أهلنا مشفقين، فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم، إنا كنا من قبل ندعوه، إنه هو البر الرحيم..

يا أهلنا في غزة.. إن من محبة الله لكم وتفضيله إياكم على سائر خلقه أنه يصطفيكم في جهاد وشهادة.. ولقد رأيتم كيف مات عشرات الآلاف من الناس في دقائق؛ لا بقصف من عدوهم ولا بإقدام سعوا فيه، وإنما جاءهم زلزال أو دهمهم طوفان.. نسأل الله أن يرحم عباده أجمعين!

ليس من الموت فرار، ولا يتأخر أحدٌ لحظةً عن أجله المكتوب.. ولكن الله اصطفاكم لخير نهاية: شهادة في سبيل الله، على يد عدو الله، دفاعا عن مسرى رسول الله! لا نصير ولا ظهير إلا الله!

فما أعظم هذا الاصطفاء..

في يوم القيامة، سيود كل الناس أن لو كانوا في غزة، وأن لو أحرقوا بنيران العدو، لما يرون من ثواب الله لكم وإكرامه إياكم..
ما بقي شيء لنستغرب منه؛ فوالله إن عبادة الأوثان في الجاهلية ليست بأغرب من بقاء بعض "الوطنجية" مؤمنين بملوكهم ورؤسائهم وزعمائهم وجيوشهم ومؤسساتهم!!

بل إيمان الجاهليين بالأوثان أقرب في العقل؛ فإنها لا تنفع ولا تضر، وقد ورثوا عن آبائهم أنها تماثيل أناس صالحين قد ينفعهم تعظيمهم إياهم عند الله!

أما الوطنجية فهم يرون أوثانهم المعاصرة تضر ولا تنفع، تسلب ولا تعطي، تهلك ولا تحيي، لا يأمن الواحد في ظلهم على نفسه ولا على عرضه ولا على ماله!

وهو يسمع بأذنه ويرى بعينه كيف تصدر التصريحات وتنشر التسريبات التي تؤكد عمالتهم وخيانتهم، ثم ترى الوطنجي يُبدع في التأويل والتماس الأعذار أو التماس الحكمة مما فعله الرئيس الحكيم أو الملك المفدّى!!

وإذا كان في الناس الآن من يتعشق أمثال هؤلاء وينافقهم، وليس فيهم من يُحسن الكلام والخطابة، فضلا عن أن يحسن شيئا من مقاليد الحكم والسياسة والقوة.. ولا يخشى أحد منه أن ينشر عنه ما يضره ويؤذيه..

فلو أقسمت على الغيب لأقسمت أن لو كُتب على جبين الواحد منهم "كافر" لأنكروا المكتوب الذي تراه العيون، فمن لم ينكر الكتابة التمس التأويل، ومن لم ينكر التأويل تغزل في جمال الخط المكتوب!!

وإذا كان في الناس الآن من يتعشق أمثال هؤلاء، فكيف يفعلون إذا جاء الدجال نفسه، وهو الذي تطيعه الكنوز فتتبعه، ويملك جنة ونارا، ويحيل من عبدوه إلى الخصب والرغد، ويحيل من كفروا به إلى الفقر والجدب؟!!

ألا لولا أن التاريخ معروف، لظنّ المرء أن زمان الدجال قد فات، وأننا الآن في فتنة أشد منه! فلقد رأينا من يعبدون السفهاء البلداء العملاء السفاحين، الراسبين في كل اختبار، والمترسبين في قعر الأمم، والمهزومين في كل معركة!!
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
مجلة أنصار النبي صلى الله عليه وسلم.. عامان من النصرة
🔴 العدد الجديد من مجلة أنصار النبي ﷺ

يسعدنا أن نقدم لكم العدد (25) من المجلة الشهرية أنصار النبي ﷺ، مع تمنياتنا بقراءة مفيدة.

🟢 للتحميل:
https://bit.ly/ansar-magazine-25
رحم الله فضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم، كان من علامات الشيوخ الذين وقفوا أمام الانقلاب العسكري النجس، وفارق في ذلك دجاجلة الإسكندرية المتسربلين باسم "الدعوة السلفية"، فكان ذلك من عظيم مواقفه وجليلها!

وهكذا تنقضي السنون والأعمار، ولا يبقى إلا العمل في الآخرة وحسن الذِّكر في الدنيا.. فقد لمع اسم الشيخ وذكره، ونسأل الله أن يرفعه إلى الفردوس الأعلى بوقفته مع الحق ضد الباطل في الأيام العصيبة!

وانطفأ معه أسماء الدجاجلة الذين لم يستفيدوا دنيا ولا حفظوا دينا، بل انقلبوا على أعقابهم، ورضوا بأن يكونوا أحذية في نعال السفاحين.

اللهم اغفر لعبدك سعيد عبد العظيم وارحمه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم جازه بالإحسان إحسانا، وبالسيئات عفوا وغفرانا.